هل التعلم التعاوني نعمة أم نقمة؟
أثبتت العديد من الدراسات والبحوث الأثر الإيجابي لاستخدام التعلّم التعاوني على التحصيل الدراسي للطلبة، وقد أظهرت هذه الدراسات بأننا نتعلم أفضل عندما نكون مشاركين في خبرة التعلم. إن التعلّم في بيئات غنية بالتعاون فيما بين الطلبة، يخلق تلاميذاً منغمسين في تجربة تعليمية، ومن الأمثلة على ذلك، انغماس المتعلمين في ثقافة أجنبية من أجل تعليمهم لغة ثانية (الخفاف، 2013).
التعلم التعاوني نقمة على الموهوبين!
إلا أن الدراسات التي اختصت بالموهوبين، رأت بأن التعلّم التعاوني قد يكون نقمة عليهم، حيث يرى ديفيز وكولانجيلو (2012) بأن التعلّم التعاوني من حركات الإصلاح المدمّرة للموهوبين! حيث أنّ الطالب الموهوب يشقّ طريقه بمفرده، ولا يحتاج إلى التعاون مع زملائه، ذلك أنّ الموهوبين يتصفون بعدم الرغبة في العمل ضمن مجموعات، لأنّهم يستطيعون التعلّم وحدهم بشكل أسرع، كما أنّ عملهم ضمن مجموعة، قد يضطرهم لإنجاز معظم العمل في المجموعة، إضافة إلى قضاء وقت طويل في تعليم الآخرين الأقل مستوى منهم، وهذا يؤدي إلى ضياع فرص تسريع التعلّم وإثرائه بما يتناسب وقدراتهم. بمعنى آخر فإن التعلّم التعاوني لا يراعي الحاجات التربوية المشروعة للموهوبين.
مع أهمية أخذ الدراسات الخاصة بالموهوبين بعين الاعتبار، إلا أنّ ذلك لا يقلّل من أهمية التعلّم التعاوني، فطريقة التدريس بالتعلّم التعاوني، تتفق مع النظرة الحديثة في التربية، حيث تهدف هذه الطريقة إلى نقل محور العملية التعليمية من المعلّم إلى الطالب، وهذا ما ينادى به الفكر التربوي الحديث، لأنّ جعل الطالب محور العملية التعليمية، يعني أنه هو الذي يبحث، ويسكشف، ويُجري التجارب، إضافة إلى خلق روح التعاون، وتعلّم السلوك الاجتماعي المرغوب داخل الصف وخارجه (الخفاف، 2013).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق